مدن تروي عراقة حضارة عرضة للنسيان
استعرض وائل المصري في قراءة سريعة أهم التوجهات والإشكاليات التي برزت مؤخرا على الساحة المعمارية والعمرانية في العالم العربي، ضمن فعاليات الملتقى الذي تنظمه مؤسسة المدينة للدراسات والتنمية بالتعاون مع الهيئة الوطنية الجزائرية للمهندسين المعماريين، التي حملت شعار «العمارة الإقليمية بين الاستيحاء والاستنساخ».
تحدث المهندس المعماري «عن المتغيرات الثقافية والاجتماعية في عصر ما بعد العولمة ومدى تأثيرها في صياغة هوية معمارية مركبة متغيرة ومهجنة»، وذلك من خلال محاضرتين عن فلسفته وتجاربه المعمارية وسط اهتمام من المنظمين والحضور، حيث شارك عدد من المتحدثين الآخرين من الأردن ومصر والجزائر، بهدف فتح قنوات التواصل بين المعماريين العرب، ورفع مستوى الوعي بأهمية تصميم عمارة ذات مرجعيّة ثقافيّة نابعة من هوية المكان في الإطار المعاصر، وجاءت هذه الفعالية احتفاء بأول مهندس معماري جزائري، الراحل عبد الرحمن بوشامة (1910-1985).
تطرق المصري إلى الحديث عن المدن العربية العريقة خاصة في المشرق العربي، التي تعرضت ولا زالت للتهديد من الإهمال والتدهور الاقتصادي، والمشاكل السكانية والبيئية المتفاقمة، ومن الحروب التي دمرت عددا من هذه المدن في العراق وسوريا واليمن وفلسطين.
أكد المعماري وائل المصري على أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية لإعادة إعمار هذه المدن، وبين مبررات التدخل لإعادة الاعتبار للكنوز الإنسانية التي تحتويها المدن التراثية، وأكد على القيم التي تمثلها وجدواها اليوم في مجالات التخطيط العمراني والتصميم المعماري والبيئي، والدروس التي يمكن الاستفادة منها في الجهود الرامية لتحقيق استدامة بيئية واقتصادية وثقافية تعيد التوازن للبيئة المبنية وتعالج وتخفف من حالة الاغتراب التي تعيشها مدننا المعاصرة.
للمصري تجارب وتطبيقات عملية قام بتطويرها وإنجازها على مدى الأربعين سنة الماضية في دول الخليج العربي والأردن ومصر ولبنان وبريطانيا وأمريكا، استعرض بعضها خلال عرضه في اليومين الماضيين أمام جمهور من المعماريين المختصين وطلاب العمارة، من الجزائر وخارجها.
المعماري وائل المصري يعد واحدا من أهم المعماريين في الساحة العربية، وحائز على العديد من الجوائز المعمارية العالمية والإقليمية والمحلية، وهو مؤسس لمكتب «وائل المصري مخططون ومعماريون» بعمان، ويشغل حاليا منصب رئيس جمعية المعماريين الاردنيين.
